يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
118585 مشاهدة
ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء

...............................................................................


ورد عن ابن عباس أنه قال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء، يعني: أنها تتفق في الاسم، ولكنها تختلف في الحقائق فبينها فرق كبير، فإذا عرفنا أن في الجنة أشجارا، فليست كأشجار الدنيا؛ قد ذكر الله أنواعا من أشجار الجنة؛ كقوله تعالى: فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ النخل: موجود في الدنيا وموجود في الجنة، ولكن يتفقان في الاسم؛ ولكن بينهما فرق كبير، فرق كبير فيما يتعلق بنعيم أو نخل الجنة، ليس هو قريبا ولا مقاربا لنخل الدنيا، كذلك الرمان الذي ذكره؛ الرمان أيضا موجود في الدنيا، ويوجد في الدنيا في آخر الدنيا قبل قيام الساعة أنه يظهر أي: شيء كبير؛ حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يبارك في الرزق في آخر الدنيا، وأن الجماعة يأكلون من الرمانة الواحدة ويستظلون بقحفها يعني: يأكلون منها، ثم قحفها يكون كالخيمة من كبرها. هذا يوجد في الدنيا وإن كان لم يوجد الآن، فكيف برمان الجنة؟! لا شك أنه أعظم وأجل.
وكذلك ذكر الله تعالى أن فيها أعنابا، وهي أيضا موجودة في الدنيا، ولكنها تتفق في الأسماء، وتختلف اختلافا كبيرا في الحقائق، وهكذا بقية الثمار؛ فقد ذكر الله تعالى أن: فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ كل الفواكه موجودة في الدنيا, فإنه يكون في الجنة منها زوجان يعني: نوعان، ولكن بينها وبين ما يوجد في الدنيا فرق كبير.